بقلم: أسماء طباسي، كاتبة بموقع كاكتوس
تعتبر القدرة على التفاوض من أهم مهارات القيادة التي تحتاجها رائدات وسيدات الأعمال لبناء وتطوير مشاريعهن، فهي ضرورية لعقد اتفاقيات مناسبة مع العملاء والشركاء والمستثمرين والموردين وغيرهم من الزملاء/الزميلات في مجال ريادة الأعمال.
بالرغم من أهمية هذه المهارة في مجال الأعمال إلاَّ أن العديد من النساء الرائدات يتغافلن عنها ولا يدركن مدى حاجتهن لامتلاكها، فبالتالي يضيعن الكثير من الفرص والصفقات الرابحة. الخبر السار هو أن مهارة التفاوض مكتسبة وهناك استراتيجيات وتقنيات يمكنكِ تعلمها وتحسينها من خلال الممارسة والتدريب أو طلب مساعدة الخبراء/الخبيرات في ذلك.
وقد وجدت الدراسات أن الرجال يميلون لتحقيق نتائج اقتصادية أفضل من النساء من خلال التفاوض. وإذا تفاوض الرجال حول الحصول على رواتب أعلى من النساء بقليل في بداية حياتهم واستمروا في التفاوض بحزم على مدار حياتهم المهنية فهذه الفجوة بين الجنسين قد تستمر في الاتساع مع مرور الوقت وتزيد إلى ملايين الدولارات. لذلك فهناك حاجة ملحة للنساء وخاصةً لرائدات الأعمال لتعلم فن التفاوض وتوظيف المهارات في حياتهم المهنية.
ويمكن تقليل الفجوة بين النساء والرجال في التفاوض من خلال تدريب النساء واكتساب الخبرة وذلك حسب ما أظهرته الدراسة التي أجراها Jens Mazei من جامعة مونستر حول التفاوض بين الرجال والنساء. (1)
“عندما استلمت عرض العمل، هل حاولت التفاوض؟” هذا السؤال وجهته ليندا بابكوك مؤلفة كتاب “Ask for It: How Women Can Use the Power of Negotiation to Get What They Really Want“، وتبين من خلال الدراسة أن فقط 7% من النساء يحاولن التفاوض مقابل 57% من الرجال، وهذا ما يؤدي إلى فرق الأجور بين الجنسين، وكذلك الأمر في الحصول على الترقيات والفرص الوظيفية الأخرى. (2)
عندما عُرض على السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة الأمريكية (ميشيل أوباما) وظيفتها الأولى بعد تخرجها من كلية الحقوق، لم يخطر ببالها أن تتفاوض للحصول على راتب أعلى، كما قالت في مقابلة حديثة مع مجلة بريد Parade . وقد منحتها هذه التجربة فرصة للتأمل والتفكير في العقبات التي تواجهها النساء عند التفاوض. وقالت: “الآن أدرك أن هذه إحدى التحديات التي تواجهنا كنساء: نحن لا نتفاوض من أجل أنفسنا و لا نتفاوض بحزم”. بعد ولادة طفلها الأول، تقول أوباما أنها تفاوضت مع جامعة شيكاغو التي كانت تعمل بها في ذلك الوقت، لتتراجع إلى وظيفة بدوام جزئي. وهي الآن تنظر إلى هذا القرار على أنه غير موفق لأنه انتهى بها المطاف بالعمل بنفس القدر الذي كانت تعمل به سابقاً، ولكن مقابل أجر أقل. وقد جعلتها هذه التجربة تقرر أن العمل بدوام جزئي كان “صفقة سيئة” للنساء. (3)
وفي النهاية، من المهم أن تدرك النساء أن الامتناع عن التفاوض ليس في صالحهن وسواء كنتِ رائدة أعمال أو موظفة في شركة فلا تترددي في المبادرة والتفاوض بقوة واعملي على تعزيز مهارات التفاوض والتدرب عليها بدلاً من انتظار الصفقات أن تأتي إليكِ وقبولها كما هي والتي لا تكون عادةً لصالحك. تفاوضي بحزم واستراتيجية لتحصلي على الصفقة التي تستحقينها دون أن تتركي مالاً أو ظروفاً أفضل لكِ على طاولة المفاوضات.
مصدر صورة المقال الرئيسية من هنا
للتسجيل لكورس كاكتوس فن ومهارات التفاوض للنساء من هنا

اقرئي أيضاً:
دورة كاكتوس كيف تديرين مشروعك بنجاح أثناء فترة الأزمات
دورة كاكتوس لريادة الأعمال – إنشاء وتطوير مشاريع تجارية
شركة كاكتوس لريادة وإدارة الأعمال، توفر معلومات مفيدة، كورسات عملية وبمستوى أكاديمي، ورشات، تدريب، واستشارة مهنية للنساء العربيات المعنيات بإنشاء، تطوير، تنمية، وإدارة مشاريع تجارية بشكل خاص، أو من خلال الشركات التي يعملن بها. للتسجيل لكورسات كاكتوس أو للحصول على استشارة شخصية من مديرة كاكتوس عرين شحبري، تواصلي معنا عبر الايميل على Info@Cactusint.com . اتبعي الموقع، وانضمي إلى صفحتنا على الفيسبوك، اليوتيوب، الانستجرام،اللينكدان، والتويتر
One Comment اضافة لك