بقلم: روان أبو أسد، صحفية فلسطينية مقيمة بالمملكة المتحدة ،تدرس ماجستير إعلام دولي وإدارة
تحرير : سندس القططي، كاتبة في موقع كاكتوس، غزة فلسطين
بين 2 مليون نسمة يعيشون في بقعة جغرافية لا تتجاوز 365 كيلو متر مربع، برزت فتاة في ربيع عمرها لتصنع من هوايتها شغفا ومهنة لها. تعرفها من تصاميمها إما على أكواب الشاي والقهوة أو حقائب طلاب المدارس أو حتى في إطارات اللوحات على جدران المقاهي وبيوت الأصدقاء.
في هذه المقالة يعرفكم فريق عمل كاكتوس على روزان الخزندار، ريادية فلسطينية من غزة أسست مشروعها “تصاميم روزا” أو “Rozza Designs”.
ما هية Rozza Designs..
تصاميم روزا أو ما يعرف بالإنجليزية بـ (Rozza Designs) هو أول متجر هدايا متخصص على الإنترنت في قطاع غزة. تأسس المتجر عام 2014 بواسطة روزان وسط دعم عائلتها وأصدقائها لتديره من منزلها.
تقوم فكرة عمله على ارسال العملاء أفكارهم أو طلباتهم برسالة لنا عبر صفحتنا على الفيسبوك ثم أقوم بتصميم هذه الأفكار أو الطلبات ومن ثم طباعتها على العديد من الأشكال مثل الأكواب، الملابس، سلسلة المفاتيح، وسائد، لوحات خشبية، إطارات صور أو لوحات تعلق على الجدران، أغطية الهواتف المحمولة، الحقائب المدرسية، وأشكال مختلفة من الاكسسوارت.
حتى الآن تلقيت أكثر من 2500 طلب منذ بدء عملي ويتابعني أكثر من 40,000 على صفحة الفيسبوك. المهمة التي تقع على عاتقي في هذا المشروع هي اختيار أجود أنواع المواد الخام لتنفيذ تصاميم ابداعية لنساء موهوبات بهدف انتاج منتجات فريدة من نوعها وذات جودة عالية. كما وأؤمن برؤية المشروع وهي صنع الثقة لدى الجمهور بمنتجات Rozza ونشر هذه العلامة التجارية على اوسع نطاق.
طريق الألف ميل يبدأ بالبحث عن الشغف..
بدأت قصتي بعد عودتي للقطاع فور انتهاء دراستي في مصر. شأني شأن سائر الخريجين والخريجات الجدد بدأ بالبحث عن فرصة عمل. تقدمت بطلب لأكثر من مؤسسة وشركة وعملت بأكثر من مكان ولكن كان دائما هناك ذلك الشعور بأن المكان الذي أعمل فيه يحد من طاقتي ومواهبي ويفتقد للحس الإبداعي وهذا ما يتناقض مع شخصيتي إلى حد كبير فأنا لا أحب الروتين ودائمة البحث عن التغيير وكل ما هو جديد. كما ويدفعني شغفي بالتعلم إلى المخاطرة لإنجاز أي مهمة.
لم أجد ما يملي شغفي في كل الوظائف التي عملت بها فقررت حينها أن أتوقف عن العمل وأبحث عن فعل شيء يسعدني ويسعد من حولي.
منذ صغرى وأنا أهوى صناعة المشغولات اليدوية وفي دراستي لعلوم الحاسوب حاولت الدمج بين ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة من خدمات وبين ما أمتلكه من مهارات ومواهب، فخرجت بـ “Rozza Designs”.
في البداية نفذت تصاميمي لبيتي وأسرتي وأصدقائي وعندما لاحظت إعجاب الجميع من حولي بما أفعله شعرت بسعادة كبيرة وخاصة عندما بدأت أتلقى طلبات وبعدها توسع الأمر لتلقى طلبات من المؤسسات في القطاع. وللحفاظ على مستوى جيد من التميز، أسعى دائما لتقديم شيء جديد يلبي الزبائن، عد ذلك بدأت شريحة الزبائن أو العملاء تتوسع أكثر فأكثر.
الإنجازات وعوامل النجاح
يزداد عدد الطلبات بشكل شهري و بذلك تزداد مبيعاتي و أرباحي. مشروعي قائم منذ ٣ سنوات عملت خلالها على قياس مدى رضى الزبائن عن المنتج الذي أقدمه، وكانت نتائج هذه الاستبيانات نسب رضى عالية تدلل على تلبية منتجاتي لحاجيات الزبائن.
التعلم من الخطأ وتصويبه
إن خطأ أن أجرب تجارب عملية معتمدة فيها على حدسي فقط كان خطأً فادحاً وقعت به في بداية مشواري وكبدني الكثير من الخسائر. ولكن تعلمت درساً جيداً وهو أنه كان يجدر بي دراسة العمل قبل الدخول فيه. هذا الخطأ علمني أيضاً أن أكون أكثر إطلاعاً وبحثاً عن المعلومات الصحيحة واكتساب المهارات الإدارية والريادية التي من شأنها مساعدتي في تطوير المشروع أكثر تجنباً للوقع في مثل الخطأ السابق مرة أخرى.
تحديات وصعوبات
كان أكبر تحدي واجهني في البداية هو كوني السيدة الوحيدة في غزة التي تدخل مجال الطباعة. الكثير راهنوا على فشلي ولاحقاً بعد أن أثبت جدارتي صار من راهن على خسارتي بتعامل معي ويطلب تصاميما من عملي.
تتمحور الصعوبات التي تواجهني في عدم توفر المواد الخام على الدوام تبعاً لظروف الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. فعندما تتوفر أشتري بكميات كبيرة لأحافظ على استمرار خط الإنتاج مما يتسبب بضعف السيولة لدي حينها. وناهيك عن قلة انتشار التعليم والتدريب التقني و العملي في هذا المجال في قطاع غزة فأنا مازلت أبحث عن تعليم خارجي يكسبني مهارات جديدة.
عن السعادة وأسعد لحظة..
السعادة بالنسبة لي هي رؤية أي شخص معجب بعملي وسعيد بالمنتج الذي يطلبه. في بداية مشروعي حرصت على إسعاد من حولي بالهدايا التي أصنعها بيدي لهم، علما بأنه بدايتي كانت بالتزامن مع الحرب الأخيرة على القطاع. أردت حينها إسعاد عائلتي وأصدقائي وإخراجهم من الحالية المزاجية والنفسية السيئة المترتبة على أحداث الحرب من خلال تقديم الهدايا لهم عملاً بمقولة أؤمن بها وهي “أسعد غيرك تسعد”. كما وتتجلى سعادتي عند خدمتي لسيدات يبحثن عن فرص عمل أو معلومات تساعدهن في عملهن أو حتى بالبحث على منح مالية صغيرة لبدء مشاريعهن الصغيرة لتأسيس حياة عملية لهن. أما عن أعظم لحظات السعادة فهي برؤية عائلتي وزوجي وأولادي فخورين بي حيث كان لوالدي وزوجي الدور الأكبر في دعمي وتشجيعي على المضي قدما نحو الأمام في تحقيق ما أصبو إليه.
نصيحة لكل النساء المقبلات على تأسيس مشاريعهن التجارية
“أهم نصيحة أقدمها للنساء اللواتي يطمحن لإنشاء مشاريعهن التجارية أو حتى الراغبات بتنمية مشاريعهن، هي أن يؤمن بأنفسهن وبتميزهن وقدرتهن على النجاح والسعي الجاد وراء تحقيق أحلامهن.”

شركة كاكتوس لريادة الأعمال، بإدارة عرين شحبري، هي شركة تسلط الضوء على رائدات عربيات، تقدم معلومات في مجال ريادة وادارة الاعمال، ودورات واستشارة للنساء العربيات المعنيات في انشاء، تطوير، وتنمية مشاريع تجارية بشكل خاص او من خلال الشركات التي تعمل بها النساء. للتسجيل لدورة كاكتوس القريبة لريادة الأعمال او للحصول على استشارة شخصية تواصلي معنا عبر الايميل على Info@Cactusint.com –“اتبعي الموقع” وانضمي الى صفحتنا على الفيسبوك، الانستجرام،اللينكدان، والتويتر